إستراتيجية المحيط الأزرق

تهدف لتحقيق الربح ولكن بطرق غير تقليدية, يعتقد واضعوا أسس الإستراتيجية أنها قادرة علي خلق روح من المحبة والتواد وخلق فرص أفضل للعالم ككل. هي منهجية للتعامل مع السوق وتسعى لفتح وإيجاد مناطق وأسواق ومنتجات جديدة بعيداً عن الأسواق الموجودة والتي طالتها الصراعات والتنافسات، وهي كما يعرفها واضعي الإستراتيجية أنها عكس إستراتيجية المحيط الأحمر “تسعى لتحقيق التقدم والتميز من خلال التنافس في السلع القائمة, مما يتسبب في وجود صراعات وتنافسات قوية بين المنتجين والمؤسسات, وفيها تبني الأرباح والمكاسب علي حساب المنافسين الآخرين.

تاريخ إستراتيجية المحيط الأزرق ظهرت معايير المحيط الأزرق لأول مرة في الكتاب الذي حمل نفس الاسم وقدمه اثنان من الباحثين في مجال إدارة الأعمال في كلية إنسياد في معهد المحيط الأزرق, جامعة إنسياد هي جامعة معروفة في مجال إدارة الأعمال مقر المعهد موجود في ماليزيا, ومنه خرج البحث في كتاب يحمل أسم “Blue Ocean Strategy” من تأليف الباحثة Renée Mauborgne والباحث W. Chan Kim

وكان في العام 2005, حيث ركز فيه الباحثان على النجاحات التي تحققت نتيجة خلق مجالات جديدة.

اعتمد الباحثين في تقديم المنهج الجديد لهم على مجموعة من الخطوط العريضة التي وبتطبيقها يخرج منتج السلعة من المنافسة في المحيط الأحمر ويدخل مشروعة حيز المحيط الأزرق, وكانت هذه النقاط هي:

المبدأ الأول : إعادة بناء حدود السوق:

تخلص من المعايير القديمة المألوفة, بأتباع هذا المبدأ سيمكن للمديرين تحديد المسارات المنهجية التي باتباعها سيمكن لهم اختيار مجالات ومساحات في السوق لا ينازعهم أحد فيها والتخفيف من آثار البحث عن مجالات غير مرغوب فيها, حيث تتعلم الشركة إيجاد مجالات غير تنافسية عن طريق نقاط أساسية يجب دراستها وتحليلها للوصول للسوق الجديد.

المبدأ الثاني : التركيز على الصورة كاملةً بغض النظر عن الأرقام:

الهدف هنا توضيح كيف سيكون للشركة أن تضع المخطط الاستراتيجي السليم والذي بواسطته ستتمكن من الخروج من حيز التحسين على المنتج لحيز خلق منتج جديد, ويعتمد هذا المعيار مقارنة عملك بالمنافسين ومراقبة مميزات المنتج والخدمات البديلة المتاحة له, تحديد الاستراتيجية الواجب إتباعها عن طريق دراسة المستخدمين.

ويمكن اختصار هذا في أربع نقاط أساسية يجب على المديرين تنفيذها لتفعيل إستراتيجية المحيط الأزرق وهم :

1- حذف العوامل المسلم بكونها واجبة الحذف والإفضاء.

2-خفض العوامل الواجب تخفيضها والتي قد تكون لغيرك هامة ولكنك قد تكتشف أنك بحذفها لم تفقد الكثير.

3- رفع العوامل التي بدراستك لجدوي إيجاد سوق جديدة وجدتها ذات مستقبل واعد.

4- إيجاد عوامل جديدة في مجال التخصص أو الصناعة التي نقوم بإنتاجها, ما يقود لسوق جديدة لك وحدك.

المبدأ الثالث : الوصول إلى أبعد من الطلب الحالي:

لا تفكر مرة أخري في تقديم تحسينات علي المنتج القائم, أنظر لأبعد من ذلك, أنظر للزبائن المتوقعين وأدرسهم, للتقليل من مخاطر الانتاج وضمان تقبل المنتج, ويعتمد هذا علي تعريفك السابق لمستهلكي السلعة, وعلي آثاره يمكن تحديد الزبائن كالاتي :

1-الزبائن المتوقعون: هم من يبحثون عن الجديد دوماً ومن سيكونون في مقدمة من يتقبلوا بالتغيير.

2-الزبائن الغير متقبلين: من تتوقع منهم رفض المنتج الجديد تماماً.

3-الزبائن الغير معروفين: هم من خارج نطاق طلب المنتج, وتحديد كيف يمكن جذبهم أو جذب شريحة منهم لهذا المنتج الجديد.

هل من الممكن إقناع المستهلك بفائدة منتجك الجديد ويقتنع بها ؟

 

المبدأ الرابع : وضع إستراتيجية صحيحة مممنهجة متسلسلة:

يمكن على أثرها الوصول بالمنتج الجديد لأقصى عدد ممكن من العملاء وإيجاد المنفعة التجارية من وراء المنتج الجديد وتعتمد هذه الاستراتيجية على أربع أسئلة يجب دراستها وتقديم إجابات شافية لها وهي:

1-الفائدة العائدة على المشتري : هل من الممكن إقناع المستهلك بفائدة منتجك الجديد ويقتنع بها ؟

2-سعر المنتج المقدم: هل هو مقبول لدى المستهلك, وهل يعود بالمنفعة عليه؟

3-تكلفة المنتج: هل يمكن وضع سعر مناسب يجمع ما بين رضاء العملاء عن السعر وبين كلفة المنتج وتحقيق الربحية ؟

4-العقبات المتوقعة : ما هي العقبات المتوقعة في عملية إنتاج وتقديم المنتج وكيف ستتغلب عليها ؟

لتطبيق / تنفيذ نظرية المحيط الأزرق تحتاج إلي :

1-التخلص من النظرية القديمة للسوق والتطلع لفتح سوق جديدة والإصرار علي ذلك “فكر كيف تجد المحيطات الزرقاء”.

2-النظر في ما وراء الطلب, ركز في أشياء ومنتجات جديدة يحتاجها المستهلك وربما للعمل بها علي منتج أخر و”ركز كيف تزيد من حجم المحيط الأزرق الذي أوجدته”.

3-أعد تقييم المؤسسة وتعرف علي الإمكانيات المتاحة.

4-ابتعد عن مجال التنافس وحاول أن تجد ما يميزك.

5-ابتكر, واجعل فريقك يفكر في الابتكار وليس التحديث.

6-ضع خطط مناسبة مبنية علي التحليلات الجيدة للسوق ومتطلباته.

7-ركز في الهدف وأبتعد عن الخاسرين.

هذه هي الأهداف والتنفيذ الاستراتيجي, ولكنها تحتاج للاستمرارية, لذا يجب التركيز علي المستهلك, ومدي تقبله, وضع المنحنيات الخاصة بك و بالمنافسين ومراقبتها طوال الوقت, ومحاولة التفرد دوماً بالجديد, مع الالتزام بالتوسع الجغرافي, عسي أكون وفقت فيما قلت وقدمت وفي انتظار التواصل.

المراجع:

1-كتاب Blue Ocean Strategy
2-https://www.blueoceanstrategy.com/what-is-blue-ocean-strategy/

فيديو الشهر

  • سيعجبك أيضاً

Dr.Ali Alotaibi

د.علي بن عبدالله العتيبي مستشار التخطيط الاستراتيجي وباحث في المجال التنموي رئيس مجلس إدارة مجموعة آراك للتنمية

شارك بتعليقك

تواصل مع فريق البوصلة

للتواصل

11 + 10 =